العديد من النساء يقمن بإجراء أشعة مقطعية من اجل فحوصات مختلفة، إلا أن البعض منهن يكتشفن بعد حين أنهن حاملات في أسابيعهن الأولى، فيبدأ الخوف لديهن من التأثيرات الجانبية للأشعة على الجنين. فهل صحيح أن تعرض المرأة الحامل لتلك الأشعة سيؤدي إلى إصابة الجنين بتشوهات؟
هناك أنواع عدة للأشعة التي تستخدم لإجراء التصوير الشعاعي لأغراض تشخيصية. فمنها أشعة آمنة على الحمل، مثل التصوير بالأمواج فوق الصوتية (Echographie) وما شابهها. ومنها ما ينطوي على خطورة محتملة، وبالأخص أشعة إكس (السينية) التي يعتمد عليها التصوير بالأشعة المقطعية.
وإذا لم تكن المريضة تعلم أنها حامل وخضعت إلى الأشعة السينية، فالأمر يصبح أمام احتمالين لا ثالث لهما، إذا ان التأثير المحتمل للأشعة على الجنين يكون مرهونا بقاعدة طبية تقول: (إما كل شيء، أو لا شيء). وهذ يعني أنه إما أن الأشعة ستؤثر على المضغة الجنينية كلياً فتوقف نموها ويحدث إجهاض مبكر، أو أن الأشعة لا تؤثر مطلقا على المضغة ويستمر الحمل بشكل طبيعي من دون أن تكون هناك فرصة لإصابة الجنين بتشوهات. فالأشعة السينية التي تتعرض لها الحامل قبل بلوغ عمر المضغة 8 أسابيع إما أن تقتل خلايا المضغة، واما لن تؤثر عليها مطلقاً.
وبما أن المرأة اكتشفت لاحقا أنها حامل في الأسابيع الأولى بعد خضوعها للأشعة المقطعية، فإنه إذا اتضح أن حملها ما زال موجوداً وأظهر التصوير بالأمواج فوق الصوتية وجود مضغة تنبض، فهذا معناه أن الأشعة المقطعية لم تؤثر مطلقا على الحمل، في هذه الحالة ينبغي عليها أن تتعامل مع حملها بلا مخاوف أو هواجس.